كيف يعمل جهاز كشف الكذب؟ يُجيب فلاديمير كودكين، أستاذ قسم المحركات الكهربائية الآلية في جامعة جنوب الأورال الحكومية (والذي خضع لاختبار كشف الكذب بنفسه).
تستند مبادئ جهاز كشف الكذب إلى أن جسم الإنسان يتفاعل مع محاولات الخداع، مما يُسبب تغيرات في وظائف الأعضاء الداخلية.
إذا اعتبرنا الإنسان كائنًا معقدًا، فإن جهاز كشف الكذب يتقاطع جزئيًا مع مبادئ تشخيص حالة الشخص التي كنت أدرسها وأُجري عليها أبحاثًا.
اعتمدت أبسط الأجهزة القديمة على تسجيل مخطط كهربية القلب (ECG) ورصد التغيرات في الإشارة. ربما شاهدتم هذا في الأفلام، وخاصة القديمة منها: يُطلب من البطل تخمين رقم من 1 إلى 10، وعندما يُجيب، يُسجل تغيير حاد في مخطط كهربية القلب.
في أغلب الأحيان، يقع الاختيار على القلب، لأن تخطيط كهربية القلب إشارة متعددة الوظائف تحتوي على عدد كبير من التفاصيل والفروق الدقيقة التي تسمح بتقييم الحالة الجسدية. غالبًا ما تتعلق التغيرات بإيقاع القلب، مع أن هذا ليس سوى جانب واحد من المشكلة. يسهل قياس القلب ودراسته، مما يتيح بناء أنظمة التحكم أو تشخيص الحالات الحرجة.
ليس من السهل تحديد سبب الحالات الجسدية الشديدة (مثل القلق الشديد أو الخداع) في حد ذاته. ربما، مع تطور العلم الحديث، أصبح من الممكن إجراء قياسات أكثر دقة. ينشط الطب الحديث في مجال تخطيط إيقاع القلب، وهو دراسة شاملة للتغيرات في عمل القلب. على الرغم من التقدم التكنولوجي، من الصعب جدًا التأكد مما إذا كان التغيير المسجل مرتبطًا بمحاولة خداع. يمكنك تسجيل رد فعل شديد، ولكن من الخطأ الادعاء مباشرةً أنه علامة على الكذب.
تلعب منهجية طرح الأسئلة دورًا حاسمًا. أتذكر اجتيازي للاختبار: تكررت الأسئلة عدة مرات، حرفيًا كل سؤال رابع أو خامس تتكرر فيه نفس الجملة. خلق هذا التسلسل توترًا، وأجبر المشاركين على الإجابة على أسئلة متكررة مرارًا وتكرارًا. تم استكشاف القدرة على الحفاظ على الهدوء والرد بهدوء مماثل على نفس الأسئلة ببراعة.
قد يستغرق هذا الإجراء وقتًا طويلًا - من ساعة إلى أكثر. غالبًا ما يحاول المتخصصون رصد مؤشر محدد يؤكد وجود مشكلة أو إخفاء الحقيقة. ومع ذلك، فإن الثقة في ذنب الشخص بناءً على فحص جهاز كشف الكذب وحده لا تكفي.
هل يمكن للشخص التحكم بوعي في جسده ومشاعره لاجتياز الاختبار بنجاح؟ هناك آراء تشير إلى أن البعض ينجح في ذلك. ومع ذلك، أدى تطور أساليب مواجهة هذه التلاعبات إلى تكرار نفس الأسئلة مرارًا وتكرارًا. أعتقد أن العميل المدرب تدريبًا خاصًا أو خبيرًا رفيع المستوى فقط هو القادر على الحفاظ على السيطرة الكاملة على نفسه لفترة طويلة، وحتى مقاومة مثل هذه الأسئلة الاستفزازية. يواجه معظم الناس العاديين صعوبة في التحكم في معدل ضربات القلب والتنفس ومستويات التوتر لديهم.
يُسبب اختبار كشف الكذب أحاسيس غير عادية. في البداية، يحاول الموظفون الظهور بالمظهر الودود، وإبداء الاهتمام بالمحاور (حديث من القلب إلى القلب). تدريجيًا، تصبح نبرة التواصل أكثر حدة، وتبدأ الأسئلة بنظرة فظة وتطفلية. لا يُزعج رد فعل الشخص الخاضع للاختبار أحدًا على الإطلاق - فالأمر الأساسي هو الحصول على إجابة واضحة (نعم أو لا).
تصاحب هذه العملية نوع من عملية تجاهل الجانب الأخلاقي لإدراك الموقف، وتحويله إلى اختبار ميكانيكي لردود الفعل الجسدية. من غير المرجح أن يفكر شخص عادي في طرح مثل هذه الأسئلة.
لذا، على الرغم من وجود تقنيات تتيح تتبع التغيرات الفسيولوجية، فإن جهاز الكشف لا يضمن دقة كشف الكذب بنسبة 100%. يُعد جهاز كشف الكذب أداة إضافية تُساعد المحققين على التعامل مع المواقف الصعبة.